استمتع بحياتك

اظن ان البعض منا قد سمع عن كتاب " استمتع بحياتك "
انه كتاب من تأليف د/ محمد بن عبدالرحمن العريفي
وهذا الكتاب يتحدث عن فنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية
وهو حصيلة بحوث ودورات وذكريات أستمرت أكثر من عشرين سنة
هذا الكتاب أنا عن نفسي استمتعت بقراته فأحببت ان أشارككم اياه
لما وجدت فيه بعض الدروس المفيدة التي قد تفيدنا في حياتنا
واتمني انه كما أعجبني أن يعجبكم
والكتاب يحتوي علي حوالي 85 موضوع تقريباً
سأتطرق كل أسبوع لموضوع منهم ان شاء الله واتمنى ان يحوز على اعجابكم
وبندأ بالموضوع الاول وهو بعنوان :

"طــــور نفـســــــــك"

تجلس مع بعض الناس وعمره عشرون سنة ..فتري له اسلوب ومنطقاً وفكراً معيناً ..ثم تجلس معه وعمره ثلاثون ..فاذا قدراته هي هي ولم يتطور شيئاً
بينما تجلس مع اخرين فتجدهم يستفيدون من حياتهم ...تجده كل يوم متطوراً عم اليوم الذي قبله
بل ما تمر ساعة الا ارتفع بها ديناً ودنيا ....اذا اردت ان تعرف انواع الناس في ذلك فتعال نتأمل في أحوالهم واهتماماتهم
القنوات الفضائية مثلاً ..... من الناس من يتابع ما ينمي فكره المعرفي ..ويطور ذكائه ويستفيد من خبرات الاخرين من خلال متابعة الحوارات الهادفة .. يكتسب منها مهارات رائعة في النقاش... واللغة .. والفهم ...وسرعة البديهة ... والقدرة علي المناظرة .. واساليب الاقناع
ومن الناس من لا يكاد يفوته مسلسل يحكي قصة حب فاشلة او مسرحية عاطفية .... او فيلم خيالي مرعب ..او افلام لقصص افتراضية تافهة .. لا حقيقة لها.
تعال بالله عليك وانظر الي حال الاول وحال الثاني بعد خمس سنوات .....او عشر
ايهما سيكون أكثر تطوراً في مهاراته؟؟؟؟؟
في القدرة علي الاستيعاب؟؟؟؟
في سعة الثقافة؟؟؟؟
في القدرة علي الاقناع ؟؟؟؟؟؟
في أسلوب التعامل مع الاحداث؟؟؟
لا شك انه الاول
بل تجد اسلوب الاول مختلفاً ...فاستشهاداته بنصوص شرعية او ارقام وحقائق
اما الثاني فاستشهاداته بأقوال المغنين والممثلين
فأنت اذا أردت أن تكون راساً لا ذيلاً....احرص على تتبع المهارات أينما كنت ...درب نفسك عليها...
كان عبدالله رجلاً متحمساً ...لكنه تنقصه بعض المهارات...
خرج يوماًًً من بيته الى المسجد ليصلى الظهر...
يسوقه الحرص على الصلاه ويدفعه تعظيمه للدين ...كان يحث خطاه خوفاً من ان تقام الصلاه قبل وصوله الى المسجد..
مر أثناء الطريق بنخله فى أعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل باصلاح التمر
عجب عبدالله من هذا الذى ما أهتم بالصلاه ..وكأنه ماسمع أذانا ولا ينتظر اقامه ..!!!!
فصاح به غاضباً: انزل للصلاه ..
فقال الرجل بكل برود : طيب.. طيب
فقال: عجل ...صل ياحمار!!
فصرخ الرجل : أنا حمار ...!! ثم انتزع عسيباً من النخلة و نز ليفلق به رأسه...!!!
غطى عبدالله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه..وانطلق يعدو الى المسجد..نزل الرجل من النخلة غاضباً ..ومضى الى بيته وصلى وارتاح قليلاً ..ثم خرج الى نخلته ليكمل عمله...
دخل وقت العصر وخرج عبدالله الى المسجد ...مر بالنخله فاذا الرجل فوقها ...فغير أسلوب تعامله ...
قال : السلام عليكم ..كيف الحال ...قال: الحمدالله بخير..
قال: بشر!!كيف الثمر هذه السنه ..قال:الحمدالله...
قال عبدالله: الله يوفقك و يرزقك.. ويوسع عليك .. ولا يحرمك أجر عملك و كدك لاولادك ..
ابتهج الرجل بهذا الدعاء...فامن على الدعاء وشكر ...
فقال عبدالله: لكن يبدو انك لشدة انشغالك لم تنتبه الى اذان العصر!!
قد اذن العصر و الاقامه قريبة .. فلعلك تنزل لترتاح و تدرك الصلاه ..وبعد الصلاه اكمل عملك ...الله يحفظ عليك صحتك....
فقال الرجل: ان شاء الله ..ان شاء الله...
وبدأ ينزل برفق ...ثم أقبل على عبدالله وصافحه بحراره...
قال:اشكرك على هذه الاخلاق الرائعة ...أما الذى مر بى الظهر فيا ليتنى أراه لاعلمه من الحمار!!!!

نتيجه
مهارتك فى التعامل مع الاخرين..........
على اساسها تتحدد طريقه تعامل الناس معك

الموضوع الثاني

"لا تبكِ علي اللبن المسكوب"

بعض الناس يعتبر طبعه الذي نشأ عليه وعرفه الناس به .... وتكونت في أذهانهم الصورة الذهنية عنه علي أساسه .. يعتبره شيئاً لازماً له لا يمكن تغييره .. فيستسلم له كما يستسلم لطول جسمه أو لون بشرته.. إذ لا يمكن تغيير ذلك
مع أن الذكي يري ان تغيير الطباع لعله اسهل من تغيير الملابس !! فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الذي لا يمكن تداركه أو جمعه ..بل هي بين ايدينا .. بل نستطيع باساليب معينة ان نغير طباع الناس .. بل عقولهم ربما !!
ذكر ابن حزم في كتابه طوق الحمامة : انه في الاندلس كان هناك تاجر مشهور وقع بينه وبين اربعة من التجار تنافس ..... فأبغضوه ... وعزموا علي أن يزعجوه..
فخرج ذات صباح من بيته متجهاً الي متجره ... لابساً قميصاً ابيض وعمامة بيضاء ... لقيه أولهم فحياه ثم نظر الي عمامته وقال: ما اجمل هذه العمامة الصفراء
فقال التاجر : اعمي بصرك ؟! هذه عمامة بيضاء
فقال : بل صفراء ... صفراء لكنها جميلة
تركه التاجر ومضي ... فلما مشي خطوات لقيه الاخر ... فحياه ثم نظر الي عمامته وقال : ما اجملك اليوم ... وما احسن لباسك خاصة هذه العمامة الخضراء...
فقال التاجر : يا رجل العمامة بيضاء
قال : بل خضراء
قال: بيضاء .. اذهب عني..
ومضي المسكين يكلم نفسه ... وينظر بين الفينة و الاخري الي طرف عمامته المتدلي علي كتفه ليتأكد انها بيضاء
وصل دكانه .. وحرك القفل ليفتحه فاقبل اليه الثالث وقال: يا فلان ... ما اجمل هذا الصباح .. خاصة لباسك الجميل ... وزادت جمالك هذه العمامة الزرقاء..
نظر التاجر الي عمامته ليتأكد من لونها .. ثم فرك عينيه وقال : يا أخي عمامتي بيضااااااااااء
قال : بل زرقاء .. لكنها عموماً جميلة .. لا تحزن...
ثم مضي .. فجعل التاجر يصيح به .. العمامة بيضاء وينظر اليها ويقلب اطرافها...
جلس في دكانه قليلاً .. وهو لا يكاد يصرف بصره عن طرف عمامته ...
ودخل عليه الرابع وقال : اهلاً يا فلان ...ما شاء الله !! من اين اشتريت هذه العمامة الحمراء؟
فصاح التاجر : عمامتي زرقاء
قال : بل حمراء
قال التاجر : بل خضراء ... لا .... لا .. بل بيضاء .. لا زرقاء .. سوداء
ثم ضحك ... ثم صرخ ... ثم بكي ....وقام يقفز!!
قال ابن حزم: فلقد كنت اراه بعدها في شوارع الاندلس مجنوناً يحذفه الصبيان بالحصي
فاذا كان هؤلاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل ... بل غيروا عقله..
فما بالك بمهارات مدروسة ... منورة بنصوص الوحيين .... يمارسها المرء تعبداً لله تعالي بها ...
فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنة لتسعد
وإذا قلت لي : لا استطيع ... قلت لك : حاول
وإذا قلت لي : لا اعرف ... قلت لك : تعلم
وقد قال " صلي اله عليه وسلم " : ( انما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم....)

وجهة نظر..
البطل يتجاوز القدرة علي تطوير مهاراته...
الي القدرة علي تطوير مهارات الناس ..... وربما تغييرها !!

الموضوع الثالث
" 100 طريقة لكسب قلوب الناس........."

كل صاحب هم يتفنن في صيد ما يريد.....

عاشق المال يتفنن في جمعه وتنميته ... ويحرص علي تعلم مهارات التجارة والربح.......

القنوات الفضائية تتفنن في اصطياد الناس بتنويع البرامج واختيار الاساليب المتجددة...

وتدريب مقدمي البرامج علي مهارات تجذب الناس لمتابعتها.......

وقل مثل ذلك في وسائل الاعلام المقروءة ..... والمسموعة.....

ومثله مروجو البضائع المختلفة سواء كانت حلالاً أم حراماً....

كلهم يحرصون علي اتقان المهارات التي تفيدهم في مجالهم الذي يحبونه....

وكسب القلوب فن من الفنون له طرقه واساليبه ... هب انك دخلت مجلساً فيه اربعون رجلاً ... فمررت بالناس تصافحهم.....

فالاول .... مددت يدك اليه مسلماً فناولك طرف يده ... وقال ببرود : اهلاً .. أهلاً...

والثاني كان مشغول بحديثه الجانبي ..ففاجأته بالسلام ... فرد ببرود ايضاً وصافحك دون ان ينظر اليك....

والثالث ... كان يتحدث بهاتفه ...فمد يده اليك دون ان يتلفظ بكلمة ترحيب ... او يبدي لك أي اهتمام

اما الرابع ... فلما رآك مقبلاً قام مستعداً للسلام ....

فما التقت عينك بعينه ابتسم واظهر البشاشة بلقياك ...وصافحك بحرارة..

واحتفي بقدومك ... وانت لا تعرفه ولا يعرفك !! ثم اكملت سلامك علي الناس....

وجلست ... بالله عليك !! الا تشعر ان قلبك ينجذب نحو ذلك الشخص ؟

بلي ... تنجذب اليه زانت لا تعرفه ولا تدري ما اسمه ولا تعلم وظيفته ولا مركزه....

ومع ذلك استطاع ان يسلب قلبك ... لا بماله ... ولا بمنصبه ... ولا بحسبه ونسبه... وانما بمهارات تعامله....

اذن القلوب لا تكسب بالقوة ولا بالمال ولا بالجمال ولا بالوظيفة .... وانما تكسب باقل من ذلك واسهل .. ومع ذلك فقليل من يستطيع كسبها ...

فتعامل مع الناس بمهارات تجعلهم يحبونك لشخصك... يحبون احاديثك وابتسامتك ورفقك وحسن معشرك.....

يحبون تغاضيك عن أخطائهم ...ووقوفك معهم في مصائبهم....

لا تجعل قلوبهم معلقة بكرسيك وجيبك!!!

الذي يوفر لاولاده وزوجته المال والطعام والشراب لم يكسب قلوبهم ....وانما كسب بطونهم.... والذي يغدق علي اهله الاموال... مع سوء التعامل ... لم يكسب قلوبهم وانما كسب جيوبهم....

لذلك لا تستغرب اذا وجدت شاباً تقع له مشكلة فيشكوها لصديق او لامام مسجد او مدرس .... ويترك اباه لان الاب لم يكسب قلبه... ولم يحطم الاسوار بينهم .....

الا تشعر ان بعض الناس تقبل عليه القلوب اينما كان ...وكأن في يده مغناطسياً يجذبها به جذباً!!!

عجباً!! كيف استطاع هؤلاء جميعاً كسب الناس؟!

انها طرق ذكية يستطيع بها الشخص ان يصيد بها القلوب...

قــــــــرار...
قدرتنا علي أسر قلوب الاخرين ... وكسب محبتهم الصادقة....
تمنحنا جانباً كبيراً من المتعة بالحياة.....

الموضوع الرابع

"كــن لطيفــــــاً عند أول لقـــــاء"

انتشر في بعض أرياف مصر قديماً إن الرجل العروس قبيل ليلة عرسه يخبئ في غرفته قطاً...

فإذا دخل بزوجته علي مكان فراش الزوجية ...حرك كرسياً ليخرج ذلك القط...فإذا خرج اقبل العروس يستعرض قواه أمام زوجته .... وقبض علي القط المسكين ثم خنقه وعصره حتى يموت بين يديه....!! أتدري لماذا؟؟؟

لأجل إن يطبع صورة الرعب والهيبة منه في ذهن زوجته من أول لقاء ..

واذكر إني عندما تخرجت من الجامعة ... وتعينت معيداً في احدي الكليات أوصاني معلم قديم قائلاً: في أول محاضرة لك عند الطلاب شُد عليهم ... وانظر إليهم بعين حمراء !! حتى يخافوا منك وتفرض قوة شخصيتك منذ البداية ....

فأيقنت إن الأمور المقررة عند جميع الناس إن اللقاء الأول في الغالب يطبع أكثر من 70% من الصورة عنك... وهو ما يسمي بالصورة الذهنية....

اذكر إن مجموعة من الظباط سافروا إلي أمريكا في دورة تدريبية... كانت الدورة في التعامل الوظيفي... في أول يوم ... حضروا إلي القاعة مبكرين جعلوا يتحدثون ويتعارفون .... دخل عليهم المدرس فجأة فسكتوا .... فوقعت عين المدرس علي طالب لا يزال مبتسماً.....

فصرخ به : لماذا تضحك ؟؟؟

قال : عذراً ... ما ضحكت .. قال : بلي ضحكت....

ثم جعل يؤبنه : أنت إنسان غير جاد ... المفروض إن تعود لأهلك علي أول رحلة طيران ... لا أتشرف بتدريس مثلك ... والطالب المسكين قد تلون وجهه ... وجعل ينظر إلي مدرسه ... ويلتفت إلي زملائه ويحاول حفظ ما تبقي من ماء وجهه....

ثم حدق المدرس فيه النظر عابساً وأشار إلي الباب وقال اخرج .... قام الطالب مضطرباً .. وخرج...

نظر المدرس إلي بقية الطلاب وقال : أنا الدكتور فلان ... سادرس لكم مادة كذا ... ولكن قبل إن ابدأ الشرح أريدكم إن تعبئوا هذه الاستمارة ... دون كتابة الاسم ... ثم وزع عليهم استمارة تقييم للمدرس فيها خمس أسئلة...:

1- ما رأيك بأخلاق مدرسك؟؟

2- ما رأيك بطريقة شرحه؟؟

3- هل يقبل الرأي الأخر؟؟

4- ما مدي رغبتك في الدراسة لديه مرة أخري ؟؟

5- هل تفرح بمقابلته خارج المعهد؟؟

كان أمام كل سؤال منها .. اختيارات : ممتاز- جيد- مقبول- ضعيف ...

عبأ الطلاب الاستمارة وأعادوها إليه .... وضعها جانباً وبدأ يشرح تأثير فن التعامل في الجو الوظيفي....

ثم قال : أوه ! ... لماذا نحرم زميلكم من الاستفادة .. فخرج إليه وصافحه وابتسم له.. وادخله القاعة

ثم قال : يبدو إنني غضبت عليك قبل قليل من غير سبب حقيقي ...لكني كنت أعاني من مشكلة خاصة ... أدت بي إن اصب غضبي عليك .. فانا اعتذر إليك ... فأنت طالب حريص .. يكفي في الدلالة علي حرصك تركك لأهلك وولدك ومجيئك إلي هنا..

أشكرك بل أشكركم جميعاً علي حرصكم ... ومن أعظم الشرف لي إن ادرس لمثلكم.... ثم تلطف معهم وضحك قليلاً ... ثم اخذ مجموعة جديدة من الاستمارات وقال : ما دام إن زميلكم فاته تعبئة الاستمارة فما رأيكم إن تعبئوها كلكم من جديد ... ووزع عليهم الورق فعبئوها وأعادوها إليه...

فاخرج الاستمارات التي عبئوها في البداية .. واخرج الأخيرة وجعل يقارن بينهم فإذا الخانة الخاصة بضعيف في التعبئة الأولي كلها مليئة .... أما الثانية ليس فيها ضعيف ولا مقبول أبدا .... فضحك وقال لهم : كان ما رأيتم دليلاً عملياً علي تأثير التعامل السيئ علي بيئة العمل بين المدير وموظفيه ... وما فعلته بزميلكم كان تمثيلاً أردت إن أجريه أمامكم.. لكن المسكين صار هو الضحية..

فانظروا كيف تغيرت نظرتكم بمجرد تغيير تعاملي معكم ... هذا من طبيعة الإنسان فلابد من مراعاته ... خاصة مع من تلتقي بهم لمرة واحدة فقط......

وفي يوم اقبل رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فسأله مالاً .. فأعطاه النبي صلي الله عليه وسلم قطيعاً من غنم بين جبلين ... فرجع الرجل إلي قومه... فقال : يا قوم .. اسلموا فان محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة......

قال أنس : وقد كان الرجل يجئ إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يريد إلا الدنيا ... فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه ... واعز عليه من الدنيا وما فيها " رواه مسلم "

اقتراح....

أول لقاء يطبع 70% من الصورة عنكــ

فعامل كل إنسان علي إن هذا هو اللقاء الأول والأخير بينكم.......

الموضوع الخامس
"الناس كمعادن الأرض"

لو تأملت في الناس لوجدت أن لهم طبائع كطبائع الأرض............
فمنهم الرفيق اللين . ومنهم الصلب الخشن ...
ومنهم الكريم كالأرض المنبتة الكريمة ........
ومنهم البخيل كالأرض الجدباء التي لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً.....إذن الناس أنواع
ولو تأملت لوجدت انك عندك تعاملك مع أنواع الأرض تراعى حال الأرض وطبيعتها
فطريقة مشيك على الأرض الصلبة ... تختلف عن طريقتك في المشي علي الأرض اللينة فأنت حذر متأن في الأولي........بينما أنت مرتاح مطمئن في الثانية .... وهكذا الناس.....
قال صلي الله عليه وسلم : إن الله تعالي خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو ادم علي قدر الأرض فجاء منهم :

الأحمر, والأبيض , والأسود , وبين ذلك , والسهل , والحزن , والخبيث , والطيب ." رواه أبو داود والترمذي "
كان في الأمم السابقة رجل سفاح !!سفاح؟! نم سفاح .. ام يقتل رجلاً واحداً ولا اثنين... ولا عشرة ... وانما قتل تسعاً وتسعين نفساً...
لا أدرى كيف نجا من الناس وانتقامهم ....لعله كان مخيفا جدا الى درجة انه لا احد يجرؤ على الاقتراب منه....
او انه كان يختفي فى البراري والمغارات ... لا أدرى بالضبط ...المهم انه ارتكب 99 جريمة قتل ...!!!!!!!!!!!
ثم حدثته نفسه بالتوبة .... فسال عن اعلم اهل الارض فدلوه على عابد فى صومعته .......لا يكاد يفرق مصلاه ... يمضي وقته بين بكاء ودعاء.... هين لين عاطفته جياشة....
دخل هذا الرجل علي العابد.....وقف بين يديه ثم فجعه بقوله : انا قتلت تسعاً وتسعين نفساً فهل لي من توبة؟؟
هذا العابد.... اظنه لو قتل نملة من غير قصد لقضي بقية يومه باكياً متأسفاً .... فكيف سيكون جوابه لرجل قتل بيده 99 نفساً....
انتفض العابد ... ولم يتخيل 99 جثة بين يديه يمثلها هذا الرجل الواقف امامه ... صاح العابد لا.... ليس لك توبة ...
ولا تعجب ان يصدر هذا الجواب من عابد قليل العلم ... يحكم في الامور بعاطفته....
هذا القاتل لما سمع الجواب وهو الرجل الصلب الخشن غضب واحمرت عيناه...وتناول سكيناً ثم انهال طعناً في جسد العابد حتي مزقه ثم خرج ثائراً من الصومعة...
ومضت الايام فحدثته نفسه بالتوبة مرة اخري فسأل عن اعلم اهل الارض ... فدله الناس علي رجل عالم..مضي يمشي حتي دخل علي العالم.......
فلما وقف بين يديه فاذا به يري رجلاً رزيناً يزينه وقار العلم والخشية.......
فأقبل القاتل اليه سائلاً بكل جرأة : اني قتلت مائة نفس! فهل لي من توبة؟؟
فأجابه العالم فوراً سبحاااان الله !! ومن يحول بينك وبين التوبة ؟!
جواب رائع فعلاً من يحول بينه وبين التوبة ؟ فالخالق في السماء لا تستطيع أي قوة في العالم ان تحول بينك وبين الانابة اليه والانكسار بين يديه....
ثم قال العالم الذي كان يتخذ قرارته بناء علي العلم والشرع ؟؟؟لا بناء علي طبيعته ومشاعره...
قال العالم : لكنك بارض سوء .. عجباً ! كيف علم ؟ عرف بناء علي كبر الجرائم وقلة المُدافع له والمُنكِر عليه...
فعلم ان البلد اصلاً ينتشر فيها القتل والظلم الي درجة انه لا احد ينتصر للمظلوم ....
قال: انك بارض سوء فاذهب الي بلد كذا فان بها قوماً يعبدون الله فاعبد الله معهم....
ذهب الرجل يمشي تائباً منيباً فمات قبل ان يصل للبلد المقصود
نزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فاما ملائكة الرحمة قالت: اقبل تائباً منيباً ... واما ملائكة العذاب قالت: لم يعمل خيراً قط .... فبعث الله اليهم ملكاً في صورة رجل ليحكم بينهم فكان الحكم ان يقيسوا ما بين البلدين .... بلد الطاعة وبلد المعصية...
فالي ايتهما كان اقرب فانه لها....
واوحي الله تعالي الي بلد الرحمة ان تقاربي والي بلد المعصية ان تباعدي فكان اقرب الي بلد الطاعة فاخذته ملائكة الرحمة ......
وقبل الختام .. هنا سؤال كبير.. هل يمكنك تغييؤ طباعك لتتناسب مع طباع من تخالطه..؟؟
نعم كان عمر رضي الله عنه وارضاه مشهوراً بين الناس بقوته وفي يوم من الايام اختلف رجل مع زوجته.... وجاء يسأل عمر كيف يتعامل معها..
فلما وقف عند بيت عمر ومد يده ليطرق الباب سمع زوجة عمر تصرخ به وعمر ساكت.... لم يصرخ ... لم يضرب...
فولّي الرجل ظهره للباب وكرّ راجعاً متعجباً....
احس عمر بصوت عند الباب فخرج ونادي الرجل... : ما خبرك؟؟
قال: يا امير المؤمنين جئت اشتكي اليك امرأتي فسمعت امرأتك تصرخ بك!!
فقال عمر : يا رجل انها امرأتي ...حليلة فراشي .. وصانعة طعامي ... وغاسلة ثيابي.... أفلا اصبر منها علي بعض السوء.....
وعموماً بعض الناس لا علاج له فلابد من التكيف معه .....
فما الحل؟؟
الحل ان نصبر علي اخلاقهم .... ونغمر سئ اخلاقهم في بحر حَسَنِها ..... ونتكيف مع واقعه قدر المستطاع .... فبعض المشاكل ليس لها حل....

نتيجة....
معرفتكـ بطبيعة الشخص الذي تخالطه.......
تجعلكـ قادراً علي كسب محبته........

مشكوووووووووور كثير على هذا الموضوع

ويعطيك الف عافية
اخوك ومحبك

محمود
I love you

» اصعب 12 دقيقة بحياتك انت حدد....